نادى بدعوته جهرا فأسمعها
في كل ناحية من كان ذا صمم
100 / 1فكان أول من في الدين تابعه
خديجة وعلي ثابت القدم
100 / 2ثم استجابت رجال دون أسرته
وفي الأباعد ما يغني عن الرحم
100 / 3ومن أراد به الرحمن مكرمة
هداه للرشد في داج من الظلم
100 / 4ثم استمر رسول الله معتزما
يدعو إلى ربه في كل ملتأم
100 / 5والناس منهم رشيد يستجيب له
طوعا ومنهم غوي غير محتشم
100 / 6حتى استرابت قريش واستبد بها
جهل تردت به في مارج ضرم
100 / 7وعذبوا أهل دين الله وانتهكوا
محارما أعقبتهم لهفة الندم
100 / 8وقام يدعو أبو جهل عشيرته
إلى الضلال ولم يجنح إلى سلم
100 / 9يبدي خداعا ويخفي ما تضمنه
ضميره من غراة الحقد والسدم
100 / 10لا يسلم القلب من غل ألم به
ينقى الأديم ويبقى موضع الحلم
100 / 11والحقد كالنار إن أخفيته ظهرت
منه علائم فوق الوجه كالحمم
100 / 12لا يبصر الحق من جهل أحاط به
وكيف يبصر نور الحق وهو عم
100 / 13كل امرئ واجد ما قدمت يده
إذا استوى قائما من هوة الأدم
100 / 14والخير والشر في الدنيا مكافأة
والنفس مسؤولة عن كل مجترم
100 / 15فلا ينم ظالم عما جنت يده
على العباد فعين الله لم تنم
100 / 16ولم يزل أهل دين الله في نصب
مما يلاقون من كرب ومن زأم
100 / 17حتى إذا لم يعد في الأمر منزعة
وأصبح الشر جهرا غير منكتم
100 / 18ساروا إلى الهجرة الأولى وما قصدوا
غير النجاشي ملكا صادق الذمم
100 / 19فأصبحوا عنده في ظل مملكة
حصينة وذمام غير منجذم
100 / 20من أنكر الضيم لم يأنس بصحبته
ومن أحاطت به الأهوال لم يقم
100 / 21ومذ رأى المشركون الدين قد وضحت
سماؤه وانجلت عن صمة الصمم
100 / 22تألبوا رغبة في الشر وائتمروا
على الصحيفة من غيظ ومن وغم
100 / 23صحيفة وسمت بالغدر أوجههم
والغدر يعلق بالأعراض كالدسم
100 / 24فكشف الله منها غمة نزلت
بالمؤمنين وربي كاشف الغمم
100 / 25من أضمر السوء جازاه الإله به
ومن رعى البغي لم يسلم من النقم
100 / 26كفى الطفيل بن عمرو لمعة ظهرت
في سوطه فأنارت سدفة القتم
100 / 27هدى بها الله دوسا من ضلالتها
فتابعت أمر داعيها ولم تهم
100 / 28وفي الإراشي للأقوام معتبر
إذ جاء مكة في ذود من النعم
100 / 29فباعها من أبي جهل فماطله
بحقه وتمادى غير محتشم
100 / 30فجاء منتصرا يشكو ظلامته
إلى النبي ونعم العون في الإزم
100 / 31فقام مبتدرا يسعى لنصرته
ونصرة الحق شأن المرء ذي الهمم
100 / 32فدق باب أبي جهل فجاء له
طوعا يجر عنان الخائف الزرم
100 / 33فحين لاقى رسول الله لاح له
فحل يحد إليه الناب من أطم
100 / 34فهاله ما رأى فارتد منزعجا
وعاد بالنقد بعد المطل عن رغم
100 / 35أتلك أم حين نادى سرحة فأتت
إليه منشورة الأغصان كالجمم
100 / 36حنت عليه حنو الأم من شفق
ورفرفت فوق ذاك الحسن من رخم
100 / 37جاءته طوعا وعادت حين قال لها
عودي ولو خليت للشوق لم ترم
100 / 38وحبذا ليلة الإسراء حين سرى
ليلا إلى المسجد الأقصى بلا أتم
100 / 39رأى به من كرام الرسل طائفة
فأمهم ثم صلى خاشعا بهم
100 / 40بل حبذا نهضة المعراج حين سما
به إلى مشهد في العز لم يرم
100 / 41سما إلى الفلك الأعلى فنال به
قدرا يجل عن التشبيه في العظم
100 / 42وسار في سبحات النور مرتقيا
إلى مدارج أعيت كل معتزم
100 / 43وفاز بالجوهر المكنون من كلم
ليست إذا قرنت بالوصف كالكلم
100 / 44سر تحار به الألباب قاصرة
ونعمة لم تكن في الدهر كالنعم
100 / 45هيهات يبلغ فهم كنه ما بلغت
قرباه منه وقد ناجاه من أمم
100 / 46فيا لها وصلة نال الحبيب بها
ما لم ينله من التكريم ذو نسم
100 / 47فاقت جميع الليالي فهي زاهرة
بحسنها كزهور النار في العلم
100 / 48هذا وقد فرض الله الصلاة على
عباده وهداهم واضح اللقم
100 / 49فسارعوا نحو دين الله وانتصبوا
إلى العبادة لا يألون من سأم
100 / 50ولم يزل سيد الكونين منتصبا
لدعوة الدين لم يفتر ولم يجم
100 / 51يستقبل الناس في بدو وفي حضر
وينشر الدين في سهل وفي علم
100 / 52حتى استجابت له الأنصار واعتصموا
بحبله عن تراض خير معتصم
100 / 53فاستكملت بهم الدنيا نضارتها
وأصبح الدين في جمع بهم تمم
100 / 54قوم أقروا عماد الحق واصطلموا
بيأسهم كل جبار ومصطلم
100 / 55فكم بهم أشرقت أستار داجية
وكم بهم خمدت أنفاس مختصم
100 / 56فحين وافى قريشا ذكر بيعتهم
ثاروا إلى الشر فعل الجاهل العرم
100 / 57وبادهوا أهل دين الله واهتضموا
حقوقهم بالتمادي شر مهتضم
100 / 58فكم ترى من أسير لا حراك به
وشارد سار من فج إلى أكم
100 / 59فهاجر الصحب إذ قال الرسول لهم
سيروا إلى طيبة المرعية الحرم
100 / 60وظل في مكة المختار منتظرا
إذنا من الله في سير ومعتزم
100 / 61فأوجست خيفة منه قريش ولم
تقبل نصيحا ولم ترجع إلى فهم
100 / 62فاستجمعت عصبا في دار ندوتها
تبغي به الشر من حقد ومن أضم
100 / 63ولو درت أنها فيما تحاوله
مخذولة لم تسم في مرتع وخم
100 / 64أولى لها ثم أولى أن يحيق بها
ما أضمرته من البأساء والشجم
100 / 65إني لأعجب من قوم أولي فطن
باعوا النهى بالعمى والسمع بالصمم
100 / 66يعصون خالقهم جهلا بقدرته
ويعكفون على الطاغوت والصنم
100 / 67فأجمعوا أمرهم أن يبغتوه إذا
جن الظلام وخفت وطأة القدم
100 / 68وأقبلوا موهنا في عصبة غدر
من القبائل باعوا النفس بالزعم
100 / 69فجاء جبريل للهادي فأنبأه
بما أسروه بعد العهد والقسم
100 / 70فمذ رآهم قياما حول مأمنه
يبغون ساحته بالشر والفقم
100 / 71نادى عليا فأوصاه وقال له
لا تخش والبس ردائي آمنا ونم
100 / 72ومر بالقوم يتلو وهو منصرف
يس وهي شفاء النفس من وصم
100 / 73فلم يروه وزاغت عنه أعينهم
وهل ترى الشمس جهرا أعين الحنم
100 / 74وجاءه الوحي إيذانا بهجرته
فيمم الغار بالصديق في الغسم
100 / 75فما استقر به حتى تبوأه
من الحمائم زوج بارع الرنم
100 / 76بنى به عشه واحتله سكنا
يأوي إليه غداة الريح والرهم
100 / 77إلفان ما جمع المقدار بينهما
إلا لسر بصدر الغار مكتتم
100 / 78كلاهما ديدبان فوق مربأة
يرعى المسالك من بعد ولم ينم
100 / 79إن حن هذا غراما أو دعا طربا
باسم الهديل أجابت تلك بالنغم
100 / 80يخالها من يراها وهي جاثمة
في وكرها كرة ملساء من أدم
100 / 81إن رفرفت سكنت ظلا وإن هبطت
روت غليل الصدى من حائر شبم
100 / 82مرقومة الجيد من مسك وغالية
مخضوبة الساق والكفين بالعنم
100 / 83كأنما شرعت في قانيء سرب
من أدمعي فغدت محمرة القدم
100 / 84وسجف العنكبوت الغار محتفيا
بخيمة حاكها من أبدع الخيم
100 / 85قد شد أطنابها فاستحكمت ورست
بالأرض لكنها قامت بلا دعم
100 / 86كأنها سابري حاكه لبق
بأرض سابور في بحبوحة العجم
100 / 87وارت فم الغار عن عين تلم به
فصار يحكي خفاء وجه ملتثم
100 / 88فيا له من ستار دونه قمر
يجلو البصائر من ظلم ومن ظلم
100 / 89فظل فيه رسول الله معتكفا
كالدر في البحر أو كالشمس في الغسم
100 / 90حتى إذا سكن الإرجاف واحترقت
أكباد قوم بنار اليأس والوغم
100 / 91أوحى الرسول بإعداد الرحيل إلى
من عنده السر من خل ومن حشم
100 / 92وسار بعد ثلاث من مباءته
يؤم طيبة مأوى كل معتصم
100 / 93فحين وافى قديدا حل موكبه
بأم معبد ذات الشاء والغنم
100 / 94فلم تجد لقراه غير ضائنة
قد اقشعرت مراعيها فلم تسم
100 / 95فما أمر عليها داعيا يده
حتى استهلت بذي شخبين كالديم
100 / 96ثم استقل وأبقى في الزمان لها
ذكرا يسير على الآفاق كالنسم
100 / 97فبينما هو يطوي البيد أدركه
ركضا سراقة مثل القشعم الضرم
100 / 98حتى إذا ما دنا ساخ الجواد به
في برقة فهوى للساق والقدم
100 / 99فصاح مبتهلا يرجو الأمان ولو
مضى على عزمه لانهار في رجم
100 / 100أيها المشتاق لا تنم .. هذه أنوار ذى سلم .. عن قريب نحن فى الحرم .. عند خير العرب و العجم .. فاستلم شباك حجرته .. وإغتنم فى القرب حضرته
قالوا جننت فقلت كل .. الخلق مجنون عجيب .. أو من يحب محمدا .. نور الهدى أبدا يخيب !! .. قالوا: ركبت الصعب قلت .. يهون فى حب الحبيب
ذا الحبيب مع الأحباب قد حضر .. وسامح الكل في ما قد مضى وجرا .. وأدار على العشاق خمرته صرفا .. يكاد سناه يخطف نور البصر .. يا سعد كرر لنا ذكر الحبيب لقد .. شنفت أسماعنا يا مطرب الفقراء
أنا جيت لك يارسول الله .. أنا جيت لك ياحبيب الله .. مشتاق لك يارسول الله .. إرضينا وزرنا لله .. أنا جيت لك مداح على بابك .. ومعايا ناس من أحبابك