وكيف يبلغ أمرا دونه وزر
من العناية لم يبلغه ذو نسم
100 / 1فكف عنه رسول الله وهو به
أدرى وكم نقم تفتر عن نعم
100 / 2ولم يزل سائرا حتى أناف على
أعلام طيبة ذات المنظر العمم
100 / 3أعظم بمقدمه فخرا ومنقبة
لمعشر الأوس والأحياء من جشم
100 / 4فخر يدوم لهم فضل بذكرته
ما سارت العيس بالزوار للحرم
100 / 5يوم به أرخ الإسلام غرته
وأدرك الدين فيه ذروة النجم
100 / 6ثم ابتنى سيد الكونين مسحده
بنيان عز فأضحى قائم الدعم
100 / 7واختص فيه بلالا بالأذان وما
يلفى نظير له في نبرة النغم
100 / 8حتى إذا تم أمر الله واجتمعت
له القبائل من بعد ومن زمم
100 / 9قام النبي خطيبا فيهم فأرى
نهج الهدى ونهى عن كل مجترم
100 / 10وعمهم بكتاب حض فيه على
محاسن الفضل والآداب والشيم
100 / 11فأصبحوا في إخاء غير منصدع
على الزمان وعز غير منهدم
100 / 12وحين آخى رسول الله بينهم
آخى عليا ونعم العون في القحم
100 / 13هو الذي هزم الله الطغاة به
في كل معترك بالبيض محتدم
100 / 14فاستحكم الدين واشتدت دعائمه
حتى غدا واضح العرنين ذا شمم
100 / 15وأصبح الناس إخوانا وعمهم
فضل من الله أحياهم من العدم
100 / 16هذا وقد فرض الله الجهاد على
رسوله ليبث الدين في الأمم
100 / 17فكان أول غزو سار فيه إلى
ودان ثم أتى من غير مصطدم
100 / 18ثم استمرت سرايا الدين سابحة
بالخيل جامحة تستن باللجم
100 / 19سرية كان يرعاها عبيدة في
صوب وحمزة في أخرى إلى التهم
100 / 20وغزوة سار فيها المصطفى قدما
إلى بواط بجمع ساطع القتم
100 / 21ومثلها يممت ذات العشيرة في
جيش لهام كموج البحر ملتطم
100 / 22وسار سعد إلى الخرار يقدمه
سعد ولم يلق في مسراه من بشم
100 / 23ويممت سفوان الخيل سابحة
بكل معتزم للقرن ملتزم
100 / 24وتابع السير عبد الله متجها
تلقاء نخلة مصحوبا بكل كمي
100 / 25وحولت قبلة الإسلام وقتئذ
عن وجهة القدس نحو البيت ذي العظم
100 / 26ويمم المصطفى بدرا فلاح له
بدر من النصر جلى ظلمة الوخم
100 / 27يوم تبسم فيه الدين وانهملت
على الضلال عيون الشرك بالسجم
100 / 28أبلى علي به خير البلاء بما
حباه ذو العرش من بأس ومن همم
100 / 29وجال حمزة بالصمصام يكسؤهم
كسأ يفرق منهم كل مزدحم
100 / 30وغادر الصحب والأنصار جمعهم
وليس فيه كمي غير منهزم
100 / 31تقسمتهم يد الهيجاء عادلة
فالهام للبيض والأبدان للرخم
100 / 32كأنما البيض بالأيدي صوالجة
يلعبن في ساحة الهيجاء بالقمم
100 / 33لم يبق منهم كمي غير منجدل
على الرغام وعضو غير منحطم
100 / 34فما مضت ساعة والحرب مسعرة
حتى غدا جمعهم نهبا لمقتسم
100 / 35قد أمطرتهم سماء الحرب صائبة
بالمشرفية والمران كالرجم
100 / 36فأين ما كان من زهو ومن صلف
وأين ما كان من فخر ومن شمم
100 / 37جاؤا وللشر وسم في معاطسهم
فأرغموا والردى في هذه السيم
100 / 38من عارض الحق لم تسلم مقاتله
ومن تعرض للأخطار لم ينم
100 / 39فما انقضى يوم بدر بالتي عظمت
حتى مضى غازيا بالخيل في الشكم
100 / 40فيمم الكدر بالأبطال منتحيا
بني سليم فولت عنه بالرغم
100 / 41وسار في غزوة تدعى السويق بما
ألقاه أعداؤه من عظم زادهم
100 / 42ثم انتحى بوجوه الخيل ذا أمر
ففر ساكنه رعبا إلى الرقم
100 / 43وأم فرعا فلم يثقف به أحدا
ومن يقيم أمام العارض الهزم
100 / 44ولف بالجيش حيي قينقاع بما
جنوا فتعسا لهم من معشر قزم
100 / 45وسار زيد بجمع نحو قردة من
مياه نجد فلم يثقف سوى النعم
100 / 46ثم استدارت رحا الهيجاء في أحد
بكل مفترس للقرن ملتهم
100 / 47يوم تبين فيه الجد واتضحت
جلية الأمر بعد الجهد والسأم
100 / 48قد كان خبرا وتمحيصا ومغفرة
للمؤمنين وهل برء بلا سقم
100 / 49مضى علي به قدما فزلزلهم
بحملة أوردتهم مورد الشجم
100 / 50وأظهر الصحب والأنصار بأسهم
والبأس في الفعل غير البأس في الكلم
100 / 51خاضوا المنايا فنالوا عيشة رغدا
ولذة النفس لا تأتي بلا ألم
100 / 52من يلزم الصبر يستحسن عواقبه
والماء يحسن وقعا عند كل ظم
100 / 53لو لم يكن في احتمال الصبر منقبة
لم يظهر الفرق بين اللؤم والكرم
100 / 54فكان يوما عتيد البأس نال به
كلا الفريقين جهدا واري الحدم
100 / 55أودى به حمزة الصنديد في نفر
نالوا الشهادة تحت العارض الرزم
100 / 56أحسن بها ميتة أحيوا بها شرفا
والموت في الحرب فخر السادة القدم
100 / 57لا عار بالقوم من موت ومن سلب
وهل رأيت حساما غير منثلم
100 / 58فكان يوم جزاء بعد مختبر
لمن وفا وجفا بالعز والرغم
100 / 59قام النبي به في مأزق حرج
ترعى المناصل فيه منبت الجمم
100 / 60فلم يزل صابرا في الحرب يفثؤها
بالبيض حتى اكتست ثوبا من العنم
100 / 61ورد عين ابن نعمان قتادة إذ
سالت فعادت كما كانت بلا لتم
100 / 62وقد أتى بعد ذا يوم الرجيع بما
فيه من الغدر بعد العهد والقسم
100 / 63وثار نقع المنايا في معونة من
بني سليم بأهل الفضل والحكم
100 / 64ثم اشرأبت لخفر العهد من سفه
بنو النضير فأجلاهم عن الأطم
100 / 65وسار منتحيا ذات الرقاع فلم
تلق الكتائب فيها كيد مصطدم
100 / 66وحل من بعدها بدرا لوعد أبي
سفيان لكنه ولى ولم يحم
100 / 67وأم دومة في جمع وعاد إلى
مكانه وسماء النقع لم تغم
100 / 68ثم استثارت قريش وهي ظالمة
أحلافها وأتت في جحفل لهم
100 / 69تستمرئ البغي من جهل وما علمت
أن الجهالة مدعاة إلى الثلم
100 / 70وقام فيهم أبو سفيان من حنق
يدعو إلى الشر مثل الفحل ذي القطم
100 / 71فخندق المؤمنون الدار وانتصبوا
لحربهم كضواري الأسد في الأجم
100 / 72فما استطاعت قريش نيل ما طلبت
وهل تنال الثريا كف مستلم
100 / 73رامت بجهلتها أمرا ولو علمت
ماذا أعد لها في الغيب لم ترم
100 / 74فخيب الله مسعاها وغادرها
نهب الردى والصدى والريح والطسم
100 / 75فقوضت عمد الترحال وانصرفت
ليلا إلى حيث لم تسرح ولم تسم
100 / 76وكيف تحمد عقبى ماجنت يدها
بغيا وقد سرحت في مرتع وخم
100 / 77قد أقبلت وهي في فخر وفي جذل
وأدبرت وهي في خزي وفي سدم
100 / 78من يركب الغي لا يحمد عواقبه
ومن يطع قلبه أمر الهوى يهم
100 / 79ثم انتحى بوجوه الخيل ساهمة
بني قريظة في رجراجة حطم
100 / 80خانوا الرسول فجازاهم بما كسبوا
وفي الخيانة مدعاة إلى النقم
100 / 81وسار ينحو بني لحيان فاعتصموا
خوف الردى بالعوالي كل معتصم
100 / 82وأم ذا قرد في جحفل لجب
يستن في لاحب باد وفي نسم
100 / 83وزار بالجيش غزوا أرض مصطلق
فما اتقوه بغير البيض في الخدم
100 / 84وفي الحديبية الصلح استتب إلى
عشر ولم يجر فيها من دم هدم
100 / 85وجاء خيبر في جأواء كالحة
بالخيل كالسيل والأسياف كالضرم
100 / 86حتى إذا امتنعت شم الحصون على
من رامها بعد إيغال ومقتحم
100 / 87قال النبي سأعطي رايتي رجلا
يحبني ويحب الله ذا الكرم
100 / 88ذا مرة يفتح الله الحصون على
يديه ليس بفرار ولا برم
100 / 89فما بدا الفجر إلا والزعيم على
جيش القتال علي رافع العلم
100 / 90وكان ذا رمد فارتد ذا بصر
بنفثة أبرأت عينيه من ورم
100 / 91فسار معتزما حتى أناف على
حصون خيبر بالمسلولة الخذم
100 / 92يمضي بمنصله قدما فيلحمه
مجرى الوريد من الأعناق واللمم
100 / 93حتى إذا طاح منه الترس تاح له
باب فكان له ترسا إلى العتم
100 / 94باب أبت قلبه جهدا ثمانية
من الصحابة أهل الجد والعزم
100 / 95فلم يزل صائلا في الحرب مقتحما
غيابة النقع مثل الحيدر القرم
100 / 96حتى تبلج فجر النصر وانتشرت
به البشائر بين السهل والعلم
100 / 97أبشر به يوم فتح قد أضاء به
وجه الزمان فأبدى بشر مبتسم
100 / 98أتى به جعفر الطيار فابتهجت
بعوده أنفس الأصحاب والعزم
100 / 99فكان يوما حوى عيدين في نسق
فتحا وعود كريم طاهر الشيم
100 / 100يا كتاب الغيوب .. قد لجأنا اليك .. يا شفاء الصدور .. الصلاة عليك .. أنت مجلى الجمال .. فى نظام الكمال
سقاني الحب كاسات الوصال .. فقلت لخمرتي نحوي تعالي .. سعت ومشت لنحوى في كئوس .. فهمت بسكرتي بين الموالي .. وقلت لسائر الأقطاب لموا بحاني .. وادخلوا أنتم رجالي
تضيق بنا الدنيا إذا غبتم عنا .. وتذهب بالاشواق أرواحنا منا .. فبعدكم موت وقربكم حيا .. فإن غبتموا عنا ولو نفسا متنا .. نموت ببعدكم ونحيا بقربكم .. وإن جاءنا عنكم بشير اللقا عشنا
آه من عيوبى .. يا نفس توبى .. وكل ذنوبى .. يغفرها رحيم .. لا تيأسى و الحضره .. سقف لصاحب الحضرة