وامنن علي بلطف منك يعصمني
زيغ النهى يوم أخذ الموت بالكظم
47 / 1لم أدع غيرك فيما نابني فقني
شر العواقب واحفظني من التهم
47 / 2حاشا لراجيك أن يخشى العثار وما
بعد الرجاء سوى التوفيق للسلم
47 / 3وكيف أخشى ضلالا بعدما سلكت
نفسي بنور الهدى في مسلك قيم
47 / 4ولي بحب رسول الله منزلة
أرجو بها الصفح يوم الدين عن جرمي
47 / 5لا أدعي عصمة لكن يدي علقت
بسيد من يرد مرعاته يسم
47 / 6خدمته بمديحي فاعتلوت على
هام السماك وصار السعد من خدمي
47 / 7وكيف أرهب ضيما بعد خدمته
وخادم السادة الأجواد لم يضم
47 / 8أم كيف يخذلني من بعد تسميتي
باسم له في سماء العرش محترم
47 / 9أبكاني الدهر حتى إذ لجئت به
حنا علي وأبدى ثغر مبتسم
47 / 10فهو الذي يمنح العافين ما سألوا
فضلا ويشفع يوم الدين في الأمم
47 / 11نور لمقتبس ذخر لملتمس
حرز لمبتئس كهف لمعتصم
47 / 12بث الردى والندى شطرين فانبعثا
فيمن غوى وهدى بالبؤس والنعم
47 / 13فالكفر من بأسه المشهور في حرب
والدين من عدله المأثور في حرم
47 / 14هذا ثنائي وإن قصرت فيه فلي
عذر وأين السها من كف مستلم
47 / 15هيهات أبلغ بالأشعار مدحته
وإن سلكت سبيل القالة القدم
47 / 16ماذا عسى أن يقول المادحون وقد
أثنى عليه بفضل منزل الكلم
47 / 17فهاكها يا رسول الله زاهرة
تهدي إلى النفس ريا الآس والبرم
47 / 18وسمتها باسمك العالي فألبسنها
ثوبا من الفخر لا يبلى على القدم
47 / 19غريبة في إسار البين لو أنست
بنظرة منك لاستغنت عن النسم
47 / 20لم ألتزم نظم حبات البديع بها
إذ كان صوغ المعاني الغر ملتزمي
47 / 21وإنما هي أبيات رجوت بها
نيل المنى يوم تحيا بذة الرمم
47 / 22نثرت فيها فريد المدح فانتظمت
أحسن بمنتثر منها ومنتظم
47 / 23صدرتها بنسيب شف باطنه
عن عفة لم يشنها قول متهم
47 / 24لم أتخذه جزافا بل سلكت به
في القول مسلك أقوام ذوي قدم
47 / 25تابعت كعبا وحسانا ولي بهما
في القول أسوة بر غير متهم
47 / 26والشعر معرض ألباب يروج به
ما نمقته يد الآداب والحكم
47 / 27فلا يلمني على التشبيب ذو عنت
فبلبل الروض مطبوع على النغم
47 / 28وليس لي روضة ألهو بزهرتها
في معرض القول إلا روضة الحرم
47 / 29فهي التي تيمت قلبي وهمت بها
وجدا وإن كنت عف النفس لم أهم
47 / 30معاهد نقشت في وجنتي لها
أيدي الهوى أسطرا من عبرتي بدم
47 / 31يا حادي العيس إن بلغتني أملي
من قصده فاقترح ما شئت واحتكم
47 / 32سر بالمطايا ولا ترفق فليس فتى
أولى بهذا السرى من سائق حطم
47 / 33ولا تخف ضلة وانظر فسوف ترى
نورا يريك مدب الذر في الأكم
47 / 34وكيف يخشى ضلالا من يؤم حمى
محمد وهو مشكاة على علم
47 / 35هذي مناي وحسبي أن أفوز بها
بنعمة الله قبل الشيب والهرم
47 / 36ومن يكن راجيا مولاه نال به
ما لم ينله بفضل الجد والهمم
47 / 37فاسجد له واقترب تبلغ بطاعته
ما شئت في الدهر من جاه ومن عظم
47 / 38هو المليك الذي ذلت لعزته
أهل المصانع من عاد ومن إرم
47 / 39يحيي البرايا إذا حان المعاد كما
يحيي النبات بشؤبوب من الديم
47 / 40يا غافر الذنب والألباب حائرة
في الحشر والنار ترمي الجو بالضرم
47 / 41حاشا لفضلك وهو المستعاذ به
أن لا تمن على ذي خلة عدم
47 / 42إني لمستشفع بالمصطفى وكفى
به شفيعا لدى الأهوال والقحم
47 / 43فاقبل رجائي فمالي من ألوذ به
سواك في كل ما أخشاه من فقم
47 / 44وصل رب على المختار ما طلعت
شمس النهار ولاحت أنجم الظلم
47 / 45والآل والصحب والأنصار من تبعوا
هداه واعترفوا بالعهد والذمم
47 / 46وامنن على عبدك العاني بمغفرة
تمحو خطاياه في بدء ومختتم
47 / 47والله ما طلعت شمس ولا غربت .. إلا و حبك مقرون بأنفاسي .. ولا خلوت إلى قوم أحدثهم إلا .. و أنت حديثي بين جلاسي .. ولا هممت بشرب الماء من عطش .. إلا رأيت خيالا منك في الكأس
تملكتموا عقلي وطرفي ومسمعي .. وروحي وأحشائي وكلي بأجمعي .. وتيهتموني في بديع جمالكم .. ولم أدر في مجر الهوى أين موضعي .. وأوصيتموني لا أبوح بسركم .. فباح بما أخفي تفيض أدمعي
تضيق بنا الدنيا إذا غبتم عنا .. وتذهب بالاشواق أرواحنا منا .. فبعدكم موت وقربكم حيا .. فإن غبتموا عنا ولو نفسا متنا .. نموت ببعدكم ونحيا بقربكم .. وإن جاءنا عنكم بشير اللقا عشنا
طالما أشكو غرامى يانور الوجود .. وأنادى يا تهامى يا معدن الجود .. منيتى أقصى مرامى أحظى بالشهود .. وأرى باب السلام يا زاكى الجدود .. يا طراز الكون إنى عاشق مستهام .. مغرم والمدح فنى...